السياق العام لظاهرة العنف

 

- السياق  العام  لظاهرة العنف -

العنف هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين جسمياً أو نفسياً. فالسخرية والاستهزاء من الفرد وفرض الآراء بالقوة على الغير و التواصل العنفي تجاه المخاطب و استعمال الكلمات البذيئة  تجاه  و بين الأطفال هي أشكال مختلفة لظاهرة العنف

فاتفاقية حقوق الطفل تنص بشكل واضح وصريح بضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف التي قد يتعرضون لها ( المادة 32، اتفاقية حقوق الطفل)العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومدرسيهم. حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية، ولذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي  ظاهرة في إطار   المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءاً كبيراً من هذه المركبات.

إلا أننا نرى جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة. فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأخ الكبير أو المدرس هو أمر مباح .و هذا ما يجعل سلوك الإنسان عنيفة طبيعيا و خاصة عندما يتواجد في مجتمع تلقى تربية حل النزاعات بالعنف .  

وأكدت الدراسات التي أجريت في المدارس تحت إشراف وزارة التربية الوطنية المغربية بدعم من اليونيسيف أن  استخدام أساليب العنف تستعمل في المدارس بشتى أنواعه. كما أنها تبين مدى خطورة هذه الظاهرة من خلال  تحقيقات مع الأطفال، والمعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور.

بناءً على ذلك تعتبر المدرسة هي النواة الأساسية للتربية عل نبذ العنف، فيأتي التلاميذ و الطلاب المٌعنّفون من قبل الأسرة والمجتمع المحيط بهم إلى المدرسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف و حل النزاعات بالعنف ويزداد انتشارها،

و استنادا على دراسة ميدانية قامت بها  ولاية الأمن بوجدة  أن 6500 شخص أحيلوا على العدالة خلال سنة 2011 و أغلبهم مرتكبي جرائم عنف ومن بينهم 333 قاصرا و 13 فتاة ، و من هذا التقرير يتضح جليا أن ظاهرة العنف أصبحت تنتشر  في مدينة وجدة في وسط الأحياء الهامشية علما أنه إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فأن المدرسة ستكون كذلك.

إن التلميذ أو الطالب في بيئته خارج المدرسة يتأثر بثلاث مكونات أخرى وهي العائلة، المجتمع والأعلام وبالتالي يكون العنف المدرسي هو نتاج للثقافة المجتمعية العنيفة خارج المؤسسة التعليمية

 

الميلود رزوقي ، رئيس الجمعية ACODEC